- silver-bulletمشرف
- الإسم المستعار ( اللقب ) : سورية و يلي مو عاجبتو يروح يبلط البحر
الجنس :
عدد المساهمات : 1006
لِـمَ حـدثَ هـذا ..؟
الخميس مارس 27, 2014 8:48 am
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تخيل نفسك أنه قد نودي عليك يوم القيامة لتقف بين يدي الله سبحانه وتعالى ، تُعرض أعمالك على الخالق الجبار ، تفتح صحائفك و تنكشف الذنوب والمعاصي ، " لقد فعلت كذا وكذا يوم كذا " ، عصيت ربك و أطعت شيطانك ، هويت وغويت ، وفعلت من الذنوب والسيئات ما لا يعد ولا يحصى .
ترى الجنة أمامك و ترى ساكنيها يرفلون في النعيم ، وترى النار أمامك وترى أهلها يصطرخون من شدة العذاب ، فلا تدري إلى أيهما مصيرك و تقف خائفاً حائراً مترقباً .
توضع أعمالك في الميزان وأنت لا تستطيع النطق بكلمة من شدة الهلع والخوف ، فإذا بكفة الحسنات قد رجحت! فتركض إلى باب الجنة ظناً منك أنك قد نجوت ، ولكنك سرعان ما تُفاجأ بجبل من المعاصي يسقط فوق كفّتك فترجح هي على كفة الحسنات..! وتسحب إلى جهنم - والعياذ بالله - .
ولكن ، ما الذي حدث ؟ ألم تكن كفة الحسنات هي الراجحة ؟ ألم يكن مصيرك إلى الجنة ؟ إذاً من أين أتى ذاك " الجبل " ؟
ذاك الجبل الذي قد يكون سبب هلاكنا تكون من عاملين أساسيين
أكل حقوق الناس ، و" المعصية الجارية " .
فأما الأول فقد ذكر في هذا الحديث، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " أتدرون من المفلس من أمتي ؟ " قالوا : المفلس فينا من لا درهم له ولا دينار ولا متاع ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " المفلس من امتي من يأتي يوم القيامة بصلاته وصيامه ، ويأتي قد شتم هذا ، وقذف هذا ، وأكل مال هذا ، وسفك دم هذا ، وضرب هذا ، فيقتص لهذا من حسناته ، ولهذا ن حسناته ، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه ، أُخِذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار "
أي يأتي قد عبد الله أحسن عبادة ، ولكنه كان يأكل حقوق الناس و يشتمهم ويضربهم و يقذفهم و يسفك دمائهم ، فيؤخذ من حسناته و يوضع بها في ميزان من كان يظلمهم في الدنيا ، ثم لا يبقى من حسناته شيء ، فيؤخذ من خطاياهم فتوضع في ميزانه ثم يرمى به في النار ، تخيلو هول المشهد ، لقد كان ضامناً أنه سيدخل الجنة ولكنه نسي الناس وما فعل بهم في الدنيا ، نسأل الله البعد عن ظلم الناس فإنه والله لأمر عظيم .
وأما العامل الثاني فهو " المعصية الجارية " ، دائماً ما نسمع عن الصدقة الجارية ، ولكن ما المعصية الجارية؟
المعصية الجارية هي تلك التي يستمر اثمها من ورائك ومن بعد مماتك ، فمثلاً ، تكون مدخنا فتقنع صديقك بالتدخين فيدمنه ، ثم تموت ، ويستمر هو بالتدخين ، فستأخذ اثمه حتى بعد أن تموت ، وربما سيجعل أصدقائه يدخنون أيضاً ، فتأخذ اثمه و اثم أصدقائه لأنك أنت من دللته على التدخين وزينته له ، وهو بعد ذلك دل أصدقائه .
أو ربما أعجبتك أغنية ما فأحببت أن تشارك بها أصدقائك و تناسيت أن المعازف محرمة في الإسلام ، فضلاً عن كون المغنية فتاة في بعض الأحيان ، فشاركتها ، وكل من سمعها سيأثم و تأثم أنت أيضاً و هكذا إذا دل عليها آخرين ، ستأخذ إثم كل من سمعها ، وبالطبع من سمعها سيأخذ الاثم أيضاً .
ولكن لِمَ تدخل نفسك في هذه المداخل ؟ يكفي أنك تعصي ربك ، ولكن احتفظ بالأمر لنفسك ، فربما تستطيع التكفير عن ذنبك إن كنت تفعلها لوحدك ، ولكن إن دللت عليها آخرين فستندم أشد الندم يوم لا ينفع الندم ، لا تدل أحداً على معصية ، فلا تعلم كم سيكلفك ذلك .
وفي الختام ، أدعو كل من يعرف أنه قام بـ " معصية جارية " بأن يتوب إلى ربه و يزيل آثارها ، فإذا نصح صديقه بالتدخين مثلاً ، فليبدأ بنفسه أولاً وليقلع عن التدخين ، ثم ليقنع صديقه بأضرار التدخين و يحاول أن يجعله يتوقف عنه ، ثم إن لم يقبل نصحه فليبرئ ذمته أمام الله من هذا الفعل و يتوب إلى الله و يستغفره كثيراً. وكل يعرف معصيته ، وكل له طريقته في التعامل معها .
اللهم تب علينا انك أنت التواب الرحيم ، اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل وأعوذ بك من النار و ما قرب إليها من قول وعمل ، وأستودعكم الله العظيم الذي لا تضيع ودائعه ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ملاحظة : للأمانة المقدمة منقولة من كتاب " سهرة عائلية في رياض الجنة " بتصرف.
تخيل نفسك أنه قد نودي عليك يوم القيامة لتقف بين يدي الله سبحانه وتعالى ، تُعرض أعمالك على الخالق الجبار ، تفتح صحائفك و تنكشف الذنوب والمعاصي ، " لقد فعلت كذا وكذا يوم كذا " ، عصيت ربك و أطعت شيطانك ، هويت وغويت ، وفعلت من الذنوب والسيئات ما لا يعد ولا يحصى .
ترى الجنة أمامك و ترى ساكنيها يرفلون في النعيم ، وترى النار أمامك وترى أهلها يصطرخون من شدة العذاب ، فلا تدري إلى أيهما مصيرك و تقف خائفاً حائراً مترقباً .
توضع أعمالك في الميزان وأنت لا تستطيع النطق بكلمة من شدة الهلع والخوف ، فإذا بكفة الحسنات قد رجحت! فتركض إلى باب الجنة ظناً منك أنك قد نجوت ، ولكنك سرعان ما تُفاجأ بجبل من المعاصي يسقط فوق كفّتك فترجح هي على كفة الحسنات..! وتسحب إلى جهنم - والعياذ بالله - .
ولكن ، ما الذي حدث ؟ ألم تكن كفة الحسنات هي الراجحة ؟ ألم يكن مصيرك إلى الجنة ؟ إذاً من أين أتى ذاك " الجبل " ؟
ذاك الجبل الذي قد يكون سبب هلاكنا تكون من عاملين أساسيين
أكل حقوق الناس ، و" المعصية الجارية " .
فأما الأول فقد ذكر في هذا الحديث، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " أتدرون من المفلس من أمتي ؟ " قالوا : المفلس فينا من لا درهم له ولا دينار ولا متاع ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " المفلس من امتي من يأتي يوم القيامة بصلاته وصيامه ، ويأتي قد شتم هذا ، وقذف هذا ، وأكل مال هذا ، وسفك دم هذا ، وضرب هذا ، فيقتص لهذا من حسناته ، ولهذا ن حسناته ، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه ، أُخِذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار "
أي يأتي قد عبد الله أحسن عبادة ، ولكنه كان يأكل حقوق الناس و يشتمهم ويضربهم و يقذفهم و يسفك دمائهم ، فيؤخذ من حسناته و يوضع بها في ميزان من كان يظلمهم في الدنيا ، ثم لا يبقى من حسناته شيء ، فيؤخذ من خطاياهم فتوضع في ميزانه ثم يرمى به في النار ، تخيلو هول المشهد ، لقد كان ضامناً أنه سيدخل الجنة ولكنه نسي الناس وما فعل بهم في الدنيا ، نسأل الله البعد عن ظلم الناس فإنه والله لأمر عظيم .
وأما العامل الثاني فهو " المعصية الجارية " ، دائماً ما نسمع عن الصدقة الجارية ، ولكن ما المعصية الجارية؟
المعصية الجارية هي تلك التي يستمر اثمها من ورائك ومن بعد مماتك ، فمثلاً ، تكون مدخنا فتقنع صديقك بالتدخين فيدمنه ، ثم تموت ، ويستمر هو بالتدخين ، فستأخذ اثمه حتى بعد أن تموت ، وربما سيجعل أصدقائه يدخنون أيضاً ، فتأخذ اثمه و اثم أصدقائه لأنك أنت من دللته على التدخين وزينته له ، وهو بعد ذلك دل أصدقائه .
أو ربما أعجبتك أغنية ما فأحببت أن تشارك بها أصدقائك و تناسيت أن المعازف محرمة في الإسلام ، فضلاً عن كون المغنية فتاة في بعض الأحيان ، فشاركتها ، وكل من سمعها سيأثم و تأثم أنت أيضاً و هكذا إذا دل عليها آخرين ، ستأخذ إثم كل من سمعها ، وبالطبع من سمعها سيأخذ الاثم أيضاً .
ولكن لِمَ تدخل نفسك في هذه المداخل ؟ يكفي أنك تعصي ربك ، ولكن احتفظ بالأمر لنفسك ، فربما تستطيع التكفير عن ذنبك إن كنت تفعلها لوحدك ، ولكن إن دللت عليها آخرين فستندم أشد الندم يوم لا ينفع الندم ، لا تدل أحداً على معصية ، فلا تعلم كم سيكلفك ذلك .
وفي الختام ، أدعو كل من يعرف أنه قام بـ " معصية جارية " بأن يتوب إلى ربه و يزيل آثارها ، فإذا نصح صديقه بالتدخين مثلاً ، فليبدأ بنفسه أولاً وليقلع عن التدخين ، ثم ليقنع صديقه بأضرار التدخين و يحاول أن يجعله يتوقف عنه ، ثم إن لم يقبل نصحه فليبرئ ذمته أمام الله من هذا الفعل و يتوب إلى الله و يستغفره كثيراً. وكل يعرف معصيته ، وكل له طريقته في التعامل معها .
اللهم تب علينا انك أنت التواب الرحيم ، اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل وأعوذ بك من النار و ما قرب إليها من قول وعمل ، وأستودعكم الله العظيم الذي لا تضيع ودائعه ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ملاحظة : للأمانة المقدمة منقولة من كتاب " سهرة عائلية في رياض الجنة " بتصرف.
- Holmes Apprenticeإدارية
- الإسم المستعار ( اللقب ) : SeRa ChAn
الجنس :
عدد المساهمات : 6525
العمر : 28
رد: لِـمَ حـدثَ هـذا ..؟
الخميس مارس 27, 2014 7:31 pm
بسم الله الرحمن الرحيم ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ما شاء الله موضوع في غاية الروعة .. ذهلت وأنا أقرأه ..
والله كلامك درر .. الخطأ الذي لا يلقي الإنسان له بالا يكون السبب في هلاكه !
وخصوصا بما يتعلق بالمعصية الجارية .. الله يبعدنا عنها ..
وحتى انها تدخل كمان من باب الجهر بالمعصية ..
أسأل الله حسن الختام لي ولكم :)
أشكركِ على هذا الموضوع الرائع ..
لا تحرمينا من طلتكِ ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ما شاء الله موضوع في غاية الروعة .. ذهلت وأنا أقرأه ..
والله كلامك درر .. الخطأ الذي لا يلقي الإنسان له بالا يكون السبب في هلاكه !
وخصوصا بما يتعلق بالمعصية الجارية .. الله يبعدنا عنها ..
وحتى انها تدخل كمان من باب الجهر
أسأل الله حسن الختام لي ولكم :)
أشكركِ على هذا الموضوع الرائع ..
لا تحرمينا من طلتكِ ..
- silver-bulletمشرف
- الإسم المستعار ( اللقب ) : سورية و يلي مو عاجبتو يروح يبلط البحر
الجنس :
عدد المساهمات : 1006
رد: لِـمَ حـدثَ هـذا ..؟
السبت مارس 29, 2014 1:54 pm
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
شكراً لك على الإطراء
وبالفعل ، الأخطاء التي لا نلقي لها بالا هي التي تهوي بنا في النار والعياذ بالله
والجهر بالمعصية أيضاً يدخل في المعصية الجارية كما قلتِ
وأعتذر لعدم ذكر هذه النقطة
+
آمين يا رب ، ولجميع المسلمين
العفو ، ردك هو الرائع
نورتِ الموضوع
شكراً لك على الإطراء
وبالفعل ، الأخطاء التي لا نلقي لها بالا هي التي تهوي بنا في النار والعياذ بالله
والجهر بالمعصية أيضاً يدخل في المعصية الجارية كما قلتِ
وأعتذر لعدم ذكر هذه النقطة
+
آمين يا رب ، ولجميع المسلمين
العفو ، ردك هو الرائع
نورتِ الموضوع
- .." Nona aema "..عضو جديد
- الإسم المستعار ( اللقب ) : Golden NoNa
الجنس :
عدد المساهمات : 69
العمر : 22
رد: لِـمَ حـدثَ هـذا ..؟
السبت مايو 03, 2014 4:19 pm
شكرا ع ـلى الطرح
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى